أخبار وطنية ألفة يوسف: ندرّس "جثثا في حالة وفاة" بجامعاتنا..ولا بدّ من قرار ثوري لايقاف نزيف اهدار المال
"أبث إليكم حزني وإحباطي
منذ سنوات، أدرّس طلبة المرحلة الثالثة، وهذه السنة لأسباب إدارية، لي ساعة ونصف مع طلبة سنة ثانية...
أعرف ونعرف جميعا ضعف المستوى، لكن أن يصل الأمر بالأستاذ أنه يدرس "جثثا في حالة وفاة" فهذا دمار...استشرت بعض الزملاء، فقالوا لي إن هذه هي الحال العادية لكثير من الطلبة، لا يهتمون ولا يفكرون ولا يعرفون ولا يريدون أن يهتموا أو يعرفوا أو يفكروا...
يعني أن لنا في تونس وزارة كاملة بطاقمها وموظفيها وبنيتها التحتية وأجهزتها تشتغل من أجل إنتاج اللاشيء...قلة نادرة من المتخرجين يوافق مستواهم شهاداتهم، والبقية لم يكن من المفروض أن يدخلوا الجامعة أصلا...
ثم تسمع ناسا تحتج على إمكان عودة السيزيام وآخرين يحتجون على إلغاء الخمسة والعشرين بالمائة من المعدل وآخرين يحتجون على بطالة أصحاب شهائد لا تساوي ثمن ورقها...
أصلا، لماذ كل هذا المال المهدور مع أشخاص لا يرجى منهم شيء في هذا المجال؟؟؟
متى نجد مسؤولين لهم قدرة على أخذ قرار ثوري وإيقاف هذا النزيف لمؤسسات جامعية أكثر من ثمانين بالمائة منها تدور في الفراغ لتنتج الفراغ بأموال المجموعة الوطنية...
ألم أقل لكم إني حزينة ومحبطة؟؟؟"